الشهيد السعيد أبو حيدر الكرار

عاش الشهيد يحيى زكريا حسين طفولته وسنين شبابه في ظل أسرة محبة لآل البيت(ع) في احد أحياء النجف الاشرف، تعلم منهم ذلك الحب العظيم الذي قاده في نهاية المطاف إلى طريق الفداء والتضحية طريق أبا عبد الله الحسين (ع)، كان متميزا بين أهل الحي بإيمانه وشجاعته ومواقفه البطولية بالتصدي للبعث وأعوانه.





عرف عنه تردده الدائم إلى المسجد في منطقته حيث كان شعلة هادية لكل خير وفلاح في بيته وبين أصدقائه وفي المدرسة والحي، كانت حياته آنذاك جهادا في اللسان وأتمه بالجهاد في السيف وبعد تخرجه من المعهد توجه إلى الجيش العراقي لقضاء الخدمة الإلزامية، تميز بنشاطه الدءوب بين الجنود وحاول اطلاعهم على كثير من الحقائق التي يحاول البعث طمسها من اجل كتم صوت الإسلام.

كان يحث الجنود على الهرب ويزودهم بنماذج الإجازات لكي يسهل عملية هروبهم، وعقد عزمه على التوجه إلى الجمهورية الإسلامية ليكون احد الجنود المدافعين عن الإسلام، وبعد وصوله إلى هناك بدأ بتقديم الطلب تلو الطلب والرجاء بعد الرجاء من اجل السماح له بالتوجه إلى جبهات القتال، ومرت ثلاثة أشهر عليه ثم جاء اليوم الذي اعتبره عيدا من الأعياد العظيمة بالنسبة له، يوم ارتدى الملابس العسكرية، واستلم السلاح، وتوجه مع إخوته المجاهدين في شرق البصرة بعد إكمال الدورة العسكرية في الأهواز.

كان خلال وجوده في شرق البصرة ثم الهور مثالا للجندي المسلم الملتزم، نال على حب إخوته بأخلاقه العالية الطيبة وكسب ثقة المسئولين بشخصيته القوية التي أهلته للقيادة، حيث كان ذي قدرة متميزة على استعمال كافة أنواع الأسلحة والسيطرة على كثير من المواقف التي تحتاج إلى سرعة في العمل وشجاعة في الأداء والقدرة على اختيار أفضل الظروف للأعمال القتالية، أصبح الشهيد يكلف في بعض الأحيان بمهمة معاون آمر الفوج وهو أهلا لتحمل هذه المسؤولية رغم ثقلها وصعوبتها، ولكن المسؤولية بالنسبة إليه كانت نوعا من الخدمة الأخوية وواجبا شرعيا عليه أداءها.

من وصيته:

((أوصيكم أن تتمسكوا بالإسلام العزيز والقران الكريم لكي نلتقي جميعا مع الحسين وفاطمة الزهراء وزينب عليهم السلام، حتى لو كلفكم ذلك أموالكم و عوائلكم وأنفسكم ، وان تصبحوا كما قال الرسول الكريم (ص) الجسد الواحد...)) .



فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا